وقفة جدعان

اغتيالا لأمل.. B22d2610

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وقفة جدعان

اغتيالا لأمل.. B22d2610

وقفة جدعان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم فى منتديات وقفة جدعان


    اغتيالا لأمل..

    الزعيم
    الزعيم
    Admin


    عدد المساهمات : 263
    نقاط : 761
    تاريخ التسجيل : 13/03/2009

    اغتيالا لأمل.. Empty اغتيالا لأمل..

    مُساهمة من طرف الزعيم الأحد 29 مارس 2009 - 19:43

    اغتيالالأمل..


    عن طريقالهاتف الجوال – الذي تسبب في كثير من اللعنات- تعرفت علىالشاب (تركي)، كان لطيفاً معي لأبعد الحدود، حديثه ساحر، صوتهمدهش، يتقن أساليب ما يسمى بالحي، صرنا نتحادث هاتفياً بشكليومي، كان يبدو صادقاً في حبه، بينما كنت أتلاعب بعواطفهومشاعره، توطدت العلاقة بيننا، ولا يستطيع أحدنا أن يقضي يومه،أو جزءاً من يومه دون أن يحدث بيننا اتصال.
    وذات ليلةاتصل بي (تركي) وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث في شتى المواضيع،مثل كل مرة، قال لي: أود أن أراك الليلة، فقلت له: إن الأمرليس سهلاً، فترجاني أن أعمل ما في وسعي لكي يراني في نفسالليلة، وحاولت أن أعقّد الأمور حتى تستصعب عليه، فطلبت منهطلباً غريباً، أن يأتيني بشيء من المخدرات، أخبرني أنه لا يعرفشيئاً عنها، ولم يرها في حياته، فقلت له أن الأمر بسيط، سأعطيكتليفون أحد الأصدقاء فيدلك على من يدلك عليها، فتحضرها وتأتيلتراني على الطبيعة كما ترغب، وافق وأخذ رقم هاتف الشخصالوسيط، واتصل بالشخص الذي لديه (الممنوعات)، وطلب منه الحضورفوراً لأخذ ما يريد، وكان الموقع بعيداً على أطراف المدينةالتي نسكنها، في إحدى المزارع النائية، غامر (تركي) وذهب إلىهناك، وأنا في انتظاره على أحر من الجمر، تأخر كثيراً عنموعده، وقلت: ربما هناك ازدحام في الطرق، أو أنه تأخر لدى صاحب (المعلوم)، وصرت أبحث له عن شتى الأعذار: ولكن حدثت الكارثة،فيبدو أنه كان يضع المخدر في جيبه، وعندما عبر إحدى نقاطالتفتيش، ارتبك لدى طلب رجل الأمن الأوراق الثبوتية، فشك رجلالأمن في تصرفاته، وبدأ يفتش السيارة بعد أن أوقفها على جانبالطريق، وعند تفتيش جيبه عثر على كمية قليلة من المخدر، تمضبطه واقتيد إلى السجن؛ توطئة لتقديمه للقضاء.
    رغم ارتباكهوسهولة وقوعه في يد قوات الأمن، استطاع (تركي) أن يتصرف، حيثلم يشأ ذكر اسمي، وفضَّل عدم إقحامي في الأمر برمته، وقرر أنيواجه القضية بمفرده، فقال لهم: أحضرت هذا المخدر رغبة فيتجريبه ومعرفة مفعوله؛ لأني أسمع من الناس كثيراً عن المفعولالسحري لهذه النبتة، وقررت أن أجربها بنفسي، وذهبت إلى أحدالبائعين، قابلني في البر وأعطاني هذه الكمية، وبذلك سجلتالقضية تحت اتهام تعاطي المخدر، رغم أنه لم يتعاط شيئاً حتىتلك اللحظة.
    أُدخلبموجبها السجن، فانهار والده عندما سمع النبأ الصاعقة، خصوصاًأنه كان يعاني من مرض السكري، فأصيب بجلطة، ولكن هوَّن اللهعليه ذلك فتماثل للشفاء بعد المكوث بالمستشفى لعدة أيام، أماوالدته فقد أغمي عليها وسقطت على الأرض، وتعبت نفسياً وجسدياً،وكذلك إخوته وأخواته، وأصيب هو الآخر بصدمة نفسية لما أصابوالديه بسبب تصرفه، ومكث بالسجن المدة المحددة، وتعب أهلهنفسياً، وكانت معاناته هي الأكبر، وبرغم ذلك اتصل بي ليخبرنيما حدث.
    أما أنا فقدذهلت حين سماعي النبأ؛ لأن أخباره كانت منقطعة عني تماماً،وكان هاتفه النقال مقفلاً طيلة تلك الفترة، ولم أكن أعرف لهرقماً غيره، وبعد سماعي الرواية تألمت كثيراً لما لاقاه بسببي،واعتذرت له، والآن ضميري يحاسبني على ذلك الفعل، ويؤنبني بشدة؛فأنا تسببت في انحراف شاب في مقتبل العمر، ومرض والديه، وصدمةإخوانه، وضرر سمعته وضياع مستقبله، فهذه مأساة إنسانية تسببتفيها لعدم حسابي للأمور بطريقة صحيحة؛ لأني اتبعت الهوىوالشيطان، ولم أستخدم الجوال بطريقة حضارية، ولا بمسؤوليةفتركت لنفسي العنان حتى أوقعتني في شر الأمور ودمار شاب، ربماكان يبحث عن شريكة العمر فأغويته إلى طريق الضلال، والآن لميقتصر الضرر عليه.. بل على أسرته كاملة، وعلى سمعته التي تلوثتفي نظر الناس، رغم أنه لم يرد الانتقام مني، بل أخفى علاقته بي،ولم يشر إلي عند التحقيق معه، فأنا الآن معذبة لعدة أسباب،أولها الندم على التصرف من حيث المبدأ، وثانيها ما لحق بالشاب (تركي) وأسرته من ضرر معنوي، وكذلك ضميري الذي يمزقني منالداخل ويحاسبني على ما فعلت، مقابل أنه كان شهماً وتحملمسؤوليته تجاه القضية، ولم يقل: إنني كنت السبب..!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 13 مايو 2024 - 3:46